Powered By Blogger

الأربعاء، فبراير 20، 2013

الهاتِف ودِماغُكْ

أنظر حولك، أنه هناك أقرب لك من أي شيء أخر، وإذا لم يكن أمامك فهو بلا شك على أذنك. أنه الهاتف الخلوي الذي حقق ما لم تحققه أي وسيلة اتصال أخرى، ولكن هل سألت ما هو تأثيره على صحتك؟

كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون إيطاليون بأن الحقول الكهرومغناطيسية التي تبعثها الهواتف الخلوية قَد لا تَكون غير مؤذية تماماً مثْلما تبدو، بل قد تكون ضارة. فيبدو أن الهواتف الخلوية تغير نشاط الدماغ، وسواء كان ذلك جيدا أو سيئا الموضوع لا يزال قيد البحث.

وقام الباحثون بدراسة 15 رجل ما بين 20 و 36 عاما، حيث طلب منهم وضع خوذة متَخصصة تحتوي على هاتف خلوي قرب الأذن اليسرى. وبينما وضعت العينة الخوذ، تم فتح اتصال خلوي لمدة 45 دقيقة، دون معرفة المشاركين. وقامت الخوذة بقياس نشاط دماغَ المشاركين في حالة فتح الاتصال وفي حالة إغلاقه.

هذا ولاحظ الباحثون انه وبينما كانت الهواتف تعمل، كان هناك نشاط متزايد للدماغ في المنطقة اللحائية من الجانب الأيسر للدماغ، المسئول عن الحركة واللغة. وبقيت هذه المنطقة من الدماغ في حالة متحمسة لمدة ساعة كاملة حتى بعد إبعاد الهاتف.



ومن الشائع أن يستعمل أصحاب الهواتف الخلوية هواتفهم لفترة مماثلة من الوقت، بالتأكيد خلال اليوم. ولَكن لم يعرف بعد إذا كان نشاط الدماغ المتزايد مفيدا أو ضار.

الحقول الكهرومغناطيسية، مثل تلك التي ترسلها الهواتف الخلوية، كان الأطباء يستعملونها في الماضي لمعالجة أمراضِ الشقيقة، والكآبة. ولكن كان هناك أيضاً زيادة في الربط بين الحقول الكهرومغناطيسية وإصابة الأشخاص بنوبات الصرع.


 يقول الدكتور باولو إم روسيني، أستاذ دراسة الجهاز العصبي في جامعة كامبس بيو ميديكو في روما، إيطاليا، "نظرياً، قد يكون كلاهما خطر في ظل تلك الشروط من حيث إثارة الجزء اللحائي [في حالات الصرع] مثلاً أو قَد يكون مفيداً في الحالات الأخرى التي تحتاج إلى إثارة هذه المنطقة، كما في حالة ما بعد السكتة أو مرض النسيانِ".


 يقول روسيني، إذا كان هناك خطر من استعمال الهواتف الخلوية، فهناك حاجة ماسة لأجراء المزيد من الأبحاث، وعلى الناس أن يقللوا من فترات استخدامهم للهواتف الخلوية، أو تجنب استخدامها.
يضيف روسيني، "هناك حاجة ماسة أيضا، لأجراء المزيد من البحوث والخروج بشروط وقيود لاستعمال الهاتف الخلوية، خصوصا بالنسبة الأشخاص الذي يتعرضون لخطر أكبر من الإضرار بالدماغ مثل الأطفال".